تاريخ النشر: 01/12/2004 الناشر: الدار العربية للموسوعات النوع: ورقي غلاف عادي نبذة نيل وفرات: بين طيات هذا الكتاب مذكرات جمال باشا السفاح التي كشفت الستار عن الأعيب السياسية الأوروبية في تركيا قبل الحرب وخلالها، وسيلاحظ القارئ أن صاحب المذكرات لم يمن همه الأول عند وضعها الدفاع عن نفسه أو نفي ما نسب إليه من التهم بل ذكر الوقائع التاريخية كما هي. هذا ويظهر... جمال باشا في مذكراته هذه رجل دولة وزعيماً الحزب الحاكم لا يوارب، ولا يهادن، يقف ضد كل من تسول له نفسه اغتيال دولته أو انتقاصها. من هنا حمل بعنف على الغرب كل الغرب، وكان من المسلمين في شتى أقطارهم. وحمل على الشريف حسين حملة عشواء فاعتبره خائناً وندد بمواقفه واتفاقه مع الإنكليز أعداء الدولة وأعلن عليه الحرب وأمر بإعدام كوكبه من الشهداء المناضلين السوريين واللبنانيين. إقرأ المزيد مذكرات جمال باشا السفاح الأكثر شعبية لنفس الموضوع الأكثر شعبية لنفس الموضوع الفرعي أبرز التعليقات
ثم تولى منصب وزير البحرية في العام التالي 1914، وكأنه على موعد مع مهمته في تضييع الإمبراطورية في الحرب العالمية الأولى. وفي تلك الحرب بدأ مهامه بقيادة الجيش الرابع العثماني. وفي 1915 أُسندت إليه قيادة سوريا الكبرى وبلاد الشام والحجاز واليمن، تمهيداً للمواجهة المُتوقٌعة في سوريا وعبر قناة السويس إلى مصر، وهو الذي تولى قيادة هذه المعارك التي كانت السبب المُباشر في انهزام الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وعلى سبيل المثال فإن المعركة حول قناة السويس لم تستمر إلا يوما وليلة في 2 و3 فبراير 1915، وكانت ظروف الجو التي وقعت فيها المعركة، هي ظروف مواتية للانتصار، لكن جمال باشا بحماقته المعهودة لم يستفد منها أية فائدة بل بالعكس وقع في أخطاء مُتكرٌرة لا تليق برُتبته ولا مكانته ولا سنٌه. ونحن نعلم أن كل انقلابي مثلُه لا يهمٌه النصر وإنما يهمٌه تأمين وجوده هو نفسه في السلطة حتى لو كان هذا على حساب أرواح جنوده، وسيادة دولته على أرضها، وهذا هو ما حدث بالفعل فقد اندفع جمال باشا بقُواته عبر سيناء فوصلت إلى القناة مُنهكة تماما دون أن تكون هناك تجهيزات لتأهيلها أو تعبتها أو إمدادها في موقع المعركة، وكأنه يبعث بجنوده إلى الموت ليكونوا طعاما للقوات المُعادية المُتربٌصة بهم وهو ما حدث بالفعل حيث كانت مدافع الفرنسيين والبريطانيين تنتظر هذه القُوات الواردة لتحصُدها أولا بأوٌل دون أن تُمكٌنها من عبور قناة السويس.
وليس كما يقول الزركلي -المتحامل على العثمانيين- في كتابه الأعلام، بأنّ عبد العزيز بن سعود عرض على الشريف حسين القتال إلى صفه ضد العثمانيين ولكنّ الأخير رفض. وقد ذكر الرئيس التركي السابق توركت أوزال أنّ جمال باشا كان عميل للإنجليز كمدحت باشا وكان يقبض راتباً من الإنجليز (في الرابط التالي): ركيا/الرئيس-التركي-الأسبق-أوزال-اتهم-جمال-باشا-بالعمالة-للإنجليز-/558231 يروي شكيب أرسلان في مذكراته أنّه زار جمال باشا في مستودع الأسلحة الذي أصبح يديره في إسطنبول، بعد خلعه عن الجيش الرابع بجرّه قلم من أنور باشا، فوجده مطأطأ الرأس، بعد أن كان أشبه بالفرعون تجبراً.
كان جمال باشا يشغل عدد من المناصب ومنها منصب والي بغداد العثماني ، وكذلك كان أحد الزعماء الذين ترأسو جمعية الاتحاد والترقي. ولد جمال باشا في عام ١٨٧٢ ، في الدولة العثمانية وتحديدا في منطقة ميتيليني. وتوفي في سنة ١٩٢٢ ودفن في ارضروم. في الدولة العثمانية.
عُيّن جمال باشا بصلاحيات كاملة في الشؤون العسكريّة والمدنيّة حاكماً لسوريا في عام 1915. منحه قانون مؤقت سلطات الطوارئ في مايو من ذلك العام، أصبحت جميع المراسيم الوزارية من القسطنطينيّة المتعلقة بسوريا خاضعة لموافقته. فشلت هجماته على كل من هجومه الأول والثاني على قناة السويس، إلى جانب متطلبات الحرب والكوارث الطبيعية التي عصفت بالمنطقة خلال هذه السنوات، أدى ذلك إلى نفور السكان من الحكومة العثمانية، وأدى إلى اندلاع الثورة العربيّة. في غضون ذلك كان الجيش العثماني بقيادة العقيد كريس فون كريسنشتاين يتقدم نحو سيناء ويحتلها، كان الرجلان يتسمان بالاحتقار المقنع لبعضهما البعض، ممّا أضعف الأمر. كان يُعرف جمال باشا بين السكان العرب المحليين باسم السفاح، وكلمة السفاح تعني "سفك الدماء"، كونه مسؤولاً عن شنق العديد من السياسين اللبنانيين والسوريين الشيعة والمسيحيين المتهمين خطأ بالخيانة في (6) مايو (1916) في مناطق دمشق وبيروت. (يذكر زعيم "تيار بيروت الإصلاحي" سليم علي سلام في مذكراته السياسية بما يلي: بدأ في حبس معظم الشخصيّات العربية بتهمة الخيانة العظمى للدولة، كان نيته الحقيقية قطع الرؤوس المدروسة حتى لا يظهر العرب مرة أخرى كقوة، على حد تعبيره، ولن يُترك أحد للمطالبة بحقوقهم، بعد العودة إلى بيروت، تمّ استدعائي إلى دمشق لتحية جمال باشا ركبت القطار، وعند وصولنا إلى عاليه وجدنا أنّ القطار بأكمله كان مخصّصًا للسجناء هناك لنقلهم إلى دمشق، عندما رأيتهم، أدركت أنّهم يستقلون لدمشق لقتلهم.